بيان الناشطين السعوديين حول قطع العلاقات مع قطر

بسم الله الرحمن الرحيم

نظرا لتطور الأحداث الخطيرة في الخليج العربي والذي بدأ يهدد أمن واستقرار المجتمع الخليجي، ومن منطلق هذا المنعطف الخطير نبيّبن نحن مجموعة من رجالات البلد، مثقفين وكُتّاب رأي، ونشطاء، ورجال أعمال، وقيادات عسكرية سابقة، رأينا ومطالبنا التي تنبع من حرصنا على بلدنا الحبيب المملكة العربية السعودية ونجدد العهد والولاء لقيادتنا الرشيدة التي نأمل منها أن لا تنساق نحو تمزيق وحدة الخليج والسير بإتجاه أوهام وأكاذيب زيّنها عدوّنا تجاه دولة قطر الشقيقة.

ننظر ونراقب بكثب مجريات الأحداث الأخيرة، ونشعر بقلق بالغ جرّاء انتقال هذا الخلاف من أروقة السياسة إلى المواطنين الذين شعروا باستياء كبير، ومن ثمّ إقحامهم في خلافات وصراعات سياسية هم في غنى عنها، حيث أن هذه الاستقطابات التي زُجّ المواطن الخليجي والسعودي تحديداً فيها وأصبح مطالباً على أساسها بمهاجمة إخوته القطريين الذين تربطهم بهم روابط الأخوة والمصاهرة والامتداد التاريخي والجغرافي الواحد، الأمر الذي يحتّم على السياسين التصرف بمزيد من الوعي.

المواقف السياسية تتغير حسب الظروف والمصالح لكن آثارها تبقى بين الشعوب وتؤثر على تماسك وقوة البلاد، ونتائج هذه المواقف لن تكون في مصلحة أحد منّا ولن تخدم إلا أعدائنا والمتربصين ببلادنا.

ونلفت النظر إلى الأهداف الحقيقية للمتربصين بهذه المنطقة، وهم إسرائيل وإيران إضافة إلى عصابات الحوثي واتباع إيران في المنطقة، التي تسعى للنيل من وحدة وتماسك مجلس التعاون الخليجي، ومن ثمّ الانقضاض عليه ونهب مقدارته، وقد أصبح واضحاً للعيان حتى قبل نشر تسريبات السفير الإماراتي أن هناك دُولاً في الخليج لا تُفكر سوى بمصالحها ولا تُنفذ إلا مخططاتها.

وبناء على ما تقدم نطالب بما يلي:

١.إرجاع العلاقات القطرية السعودية فورا وإنهاء المشاكل المتعلقة بمواطني كلٍ من السعودية و قطر وتحكيم لغة العقل والحوار لتوضيح جميع الإشكاليات بين الطرفين.

٢.الالتفات إلى الرأي الشعبي الخليجي الذي يعبّر عن الوحدة الخليجية الحقيقية التي تنبع من الإرث التاريخي والتصاهر بين العوائل الخليجية والقطرية.

٣.إيقاف المهاترات الإعلامية المؤسف صدورها من مؤسسات وشخصيات إعلامية سعودية ومحسوبة على بلادنا، حيث فقدت أدنى درجات المهنية والدبلوماسية.

٤.الدعوة إلى مؤتمر عام لدول الخليج لصياغة رؤية خليجية تنبثق من دعم القوى السنية في المنطقة ومحاربة المد الإيراني.

٥.توحيد وتكثيف الجهود للوقوف ضد العدو الحقيقي إيران وإسرائيل ومن يدعمهم من الدول والمنظمات في الخفاء.

٦.ندعو القيادات لعدم الإنجرار لا قدر اللهلأي تحرك عسكري ضد دولة قطر الشقيقة، وتغليب الحكمة والعقل.

كما ندعو جميع شرائح المجتمع السعودي إلى التوقيع على هذا البيان والسعي بتوجيه الكلمات والأقلام نحو رأب الصدع الذي يجلب الخير لنا ولخليجنا ..

والله الموفق للصواب

12    رمضان     1438

7   يونيو      2017